منذ قرابة الخمسة عقود وصوت ام كلثوم لم يفارق منطقة الحيدرخانة في الباب المعظم مع انفراد احدى المقاهي البغدادية القديمة التي اتخذت من سيدة الغناء العربي اسما لها بخصوصية امتاع مسامع عشاق ومحبي الطرب والموسيقى العربية الاصيلة بأعذب وارق الحان وكلمات الاغاني التي صدحت بها حنجرة ام كلثوم .
تلك المقهى التي تعاقبت على امتلاكها منذ بداية ستينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا العديد من الاسماء والشخصيات غدت تشكل جزءا من ذاكرة روادها من المثقفين واصحاب الفكر الذين مازالوا يترددون على تلك التحفة التراثية العتيقة المحافظة على تقديم الشاي بنكهة وطعم اغاني ام كلثوم على حد تعبير المواطن صالح مطيع
ومن بين العديد من المقاهي التراثية القديمة في بغداد اكتسبت مقهى ام كلثوم الشهرة وذياع الصيت كمكان مليء بالعاطفة والاحساس والمشاعر كما يحكي المواطن فالح سوادي الذي يصفها بمعبد الحب
ومع كثرة روادها من عشاق الغناء والموسيقى غدت اجواء مقهى ام كلثوم اقرب الى مشهد منتدى ثقافي وفني مصغر يطالب جلاسه التحلي بمواصفات حسن الاستماع كما يقول المواطن احمد العزاوي الذي يقرب حالة الاستماع الى اغاني ام كلثوم وسط زحمة جلاس المقهى وقرقعة استكانات الشاي من مشهد حفلة حقيقية
وبعد ذلك العمر الطويل اضحت المكتبة الصوتية لمقهى ام كلثوم تحوي ارشيفا ضخما من التسجيلات الفريدة والنادرة والغير مسموعة لحفلات سيدة الغناء العربي اقتربت من 6000 اللاف شريط بحسب المدير الحالي لذلك المقهى زيد عبد السادة
ويبدو ان طقوس لعبة الدومينو والطاولي التي زحفت نحو مقهى ام كلثوم افسدت متعة الاستماع لذلك الطرب الاصيل بحسب اقدم رواد ذلك المكان حميد السامرائي الذي بدء يشكو خنقة ذلك الضجيج الذي يحرمه من لذة السلطنة.