يقول ابن خلدون ان اول مظاهر انحدار حضارة ما هو انحدار اغانيها!
..............................
فى الخامس من فبراير عام 1975 رحلت ام كلثوم التى شكلت ظاهرة مدهشة ليس فى مجال الابداع الفنى المصرى والعربى فقط ولكن العالمى ايضا فلم يعرف العالم مثل ظاهرة ام كلثوم بابعادها الفنية والانسانية والاجتماعية والسياسية.
حتى ان هذه الفنانة التى بدات ابداعها الفنى وهى طفلة فى قريتها طماى تنشد الاناشيد الدينية مع والدها وشقيقها فى مطلع العشرينات من القرن الماضى وهى منزوية خجولة مغطاه الراس وصلت بعد ذلك الى مكانة الرؤساء والملوك.. فهكذا كان يتم استقبالها من الدول العربية والغربية التى زارتها بعد ان اصبح لقبها الذى منحته لها جماهير المستمتعين بفنها "كوكب الشرق".. وحتى ان الرئيس الفرنسى تشالز ديجول احد عمالقة العالم فى القرن العشرين كتب لها قائلا وهى تغادر فرنسا بعد غنائها بها "لقد لمست بغنائك شغاف قلبى وقلوب الملايين من الفرنسيين".
وليس هدفنى هنا هو سرد حياة هذه الفنانة الفذة ولا استعراض جوانب تميزها فهناك عشرات الكتب والاف المقالات وعدد من المسلسلات والافلام الدرامية التى قدمت هذا.. وكذلك مقالات بالانجليزية ظهرت فى اوروبا والولايات المتحدة وبرامج تسجيلية شاهدتها فى محطات التليفزيون الامريكية.. فام كلثوم معروفة بدرجة كافية على مستوى العالم حتى انه فى عام 2000 اظهر استطلاع للراى فى اوروبا ان الاوروبيين يعتبرونها احد اهم مائة شخصية ظهرت فى العالم فى القرن العشرين