بدأ الشيخ زكريا التلحين لأم كلثوم عام 1931 بأغنية اللى حبك يا هناه من تأليف أحمد رامى ، ولزكريا أحمد سجل طويل من الأغنيات التى لحنها لأم كلثوم بلغت حوالى 60 أغنية بعضها للسينما ، وكان آخر ألحانه لها أغنيتها الشهيرة هوه صحيح الهوى غلاب عام 1960
ومن أشهر ما لحن لها أهل الهـوى ، الآهـات ، الأمـل ، أنا فى انتظارك ، كل الأحبة اتنين ، هوه صحيح ، غنى لى شوى شوى ، عن العشاق سألونى ، الورد جميل ، الليلة عيد ( حبيبى يسعد أوقاته)
تميزت ألحان زكريا لأم كلثوم بطابع خاص جعلها تتميز عن ألحان غيره لها ، وغير ألحان الأفلام فإن ما غنته له على المسرح فى حفلاتها يعتبر من درر الموسيقى الشرقية ، والحقيقة أن نهر الشيخ زكريا الذى لا ينضب من الأحان البديعة والغنية جعل بعض النقاد يقولون بأن الشيخ زكريا كان يخيف الملحنين الآخرين ، فألحانه تفيض فيضا تلقائيا لا تصنع فيها ولا تكلف ، ويتلقاها الجمهور دائما بالإعجاب ، ورغم إعجابه بصوت أم كلثوم وإعجابها هى الأخرى بألحانه لم تكن علاقتهما دائما على ما يرام ، بل كان بينهما محاكم وقضايا فى بعض الأحيان ، ويذكر أن طلبت منه أم كلثوم لحنا ذات مرة فطلب خمسة آلاف جنيه ثمنا له وكانت أجور الألحان وقتئذ بالمئات وليس بالآلاف ، وعندما رفضت أم كلثوم طلبه تقاطعا لسنوات ، لكنهما عادا واصطلحا ولحن لها عام 1960 هوه صحيح الهوى غلاب من كلمات بيرم التونسى قبل وفاتهما بعام واحد ، ومن أهم ألحان زكريا لأم كلثوم
عام 1931 اللى حبك يا هناه ( طقطوقة / راست) ، هوه ده يخلص من الله ( دور / زنجران) ،
جمالك ربنا يزيده ( طقطوقة / جركاه) ، يا قلبى كان مالك ( دور / راست)
عام 1932 إمتى الهوى ( دور / راحة أرواح) ، العزول فايق ورايق ( طقطوقة / عراق)
عام 1934 شجانى نوحى ( مونولوج / بياتى)
عام 1935 آه يا سلام ( دور)
عام 1936 يا ليل نجومك ( أغنية / صبا ) ، مين اللى قال ( دور / راست)
عام 1938 عادت ليالى الهنا ( دور / بياتى )
عام 1940 بكرة السفر ( طقطوقة / بياتى)
عام 1941 ( أغنية / راست)
عام 1942 القطن فتح ( أغنية / صبا )
عام 1943 أنا فى انتظارك ( أغنية / حجاز) ، الآهــات ( أغنية / هزام) ،
حبيبى يسعد أوقاته ( الليلة عيد – أغنية / بياتى )
عام 1944 أهل الهوى ( أغنية / نهاوند) ، الأوله فى الغرام ( أغنية / حجاز)
عام 1945 عن العشاق ( أغنية / زنجران) ، قوللى ولا تخبيش ( طقطوقة / هزام) ،
غنى لى شوى ( طقطوقة / راست) ، زهر الربيع ( قصيدة / هزام)
عام 1946 الأمـــل ( أغنية / راست) ، حبيب قلبى وافانى( أغنية / راست سوزناك)
عام 1947 جمال الدنيا ( طقطوقة / شورى) ، نصرة قوية ( أغنية / راست) ،
الورد جميل ( أغنية / هزام)
عام 1960 هوه صحيح الهوى غلاب ( أغنية / صبا )
الشيخ زكريا وسيد درويش
يقال كثيرا أن الشيخ زكريا قدم بألحانه امتدادا لألحان الشيخ سيد درويش ، وربما يحتاج هذا القول إلى بعض التأمل
هناك ألحان مشهورة للشيخ زكريا هى من مقام جديد على الموسيقى العربية من ابتكار الشيخ سيد درويش وهو مقام الزنجران ، مثل دور هوه ده يخلص من الله لأم كلثوم ، وأغنية يا حلاوة الدنيا لفتحية أحمد ، وهذا يدل على أن زكريا أحمد قد سار على خطى سيد درويش رغم أنه عاصره
الألحان الموغلة فى الشرقية التى قدمها الشيخ زكريا ، والمليئة بالصور الشعبية توحى بإخلاصه للتراث الشعبى كمصدر لموسيقاه وألحانه كما كان الحال مع سيد درويش ، وإذا سمعنا الناس فى الأفراح والمناسبات الشعبية يغنون يا صلاة الزين ، ويغنون يا حلاوة الدنيا فى ابتهاج ومرح بعد مرور نحو نصف قرن على تلحينها فهو أمر يستحق النظر ، والحقيقة إن أغنية الليـلة عيـد لأم كلثوم ( حبيبى يسعد أوقاته) قد أصبحت تراثا ليس فنيا فقط ، بل تقليدا اجتماعيا قل أن ينجح أحد فى صنع مثله ، إن أغنية واحدة لا تصنع مجد فنان ، لكنها إذا أصبحت رمزا شعبيا لدرجة أن لا يشعر الناس بمقدم العيد إلا بسماعها مهما مرت السنين يجعلنا نضع هذا الفنان فى مصاف صناع التراث